كما هو الحال في العديد من المجالات الأخرى، يخضع الطب البشري لتغيرات عديدة بسبب التكنولوجيا المتقدمة وأشكال جديدة من التواصل، وهناك سؤال يطرح نفسه وهو: كيف سيكون طب المستقبل ؟ هل سوف يتمحور حول الواقع الافتراضي، الروبوتات الطبية، والذكاء الاصطناعي: هذا الأمر يبدو كأفلام الخيال العلمي، ولكن التوقعات الحديثة للطب والتكنولوجيا بدأت أن تكون جزء من الروتين الأساسي للعديد من المستشفيات حول العالم.
وبسبب هذه الاتجاهات التكنولوجية، في المقال التالي، سوف نتحدث قليلاً عن أكثر التخصصات المتوقعة لطب المستقبل.
محتويات
أفضل التخصصات المتوقعة في طب المستقبل
استفاد قطاع الصحة ككل إلى حد كبير من ظهور التكنولوجيا، بدء من المجالات الإدارية وحتى مجال الرعاية الطبية، حيث تساعد المعدات الحديثة التي لا تعد ولا تحصى في تسريع عملية التشخيص والعلاج، ويشير هذا الاتجاه إلى أن هذه الابتكارات ستستمر في إحداث التغير الجذري لاستحداث الطب البشري في جميع أنحاء العالم في السنوات المُقبلة.
1- الطب العام
يصعب على المُمارس العام أو طبيب الاسرة تطبيق تشخيص وعلاج عالي الجودة في الظروف الحالية الموجودة اليوم.
يوجد أسباب كثيرة تمنع الوقاية من الأمراض مثل: مثل ارتفاع الطلب في المستشفيات، ووقت الاستشارة الذي عادة ما يكون محدوداً، إلى جانب ذلك، يوجد أيضاً حقيقة تتمثل في رؤية الطبيب فقط عندما تكون مريضاً بالفعل.
ومع ذلك، تتغلب الموارد التكنولوجية على هذه العقبات، ولتبسيط وتنظيم الروتين في تخصص الطب العام، على سبيل المثال، فقط تخيل إمكانية وجود مُستشعر قابل للارتداء (transferable device) يقوم بنقل بيانات المريض إلى الهاتف الذكي للطبيب ومن ثم يخبرك الطبيب إذا كانت الأمور تسير على غير ما يرام.
مع وجود هذه التقنية، يمكن للأطباء مراقبة مرضاهم عن بُعد، وذلك بمساعدة الخوارزميات التي يمكنها حتى اكتشاف الأمراض النادرة، بالإضافة إلى ذلك، فإنها تقوم بتوفير رعاية أفضل تهدف إلى الوقاية أكثر من مجرد العلاج.
2- أمراض النساء والتوليد
الأطباء في تخصص أمراض النساء والتوليد لديهم وقت قصير جداً لجمع معلومات عن الطفل أو والدته.
مع الأجهزة القابلة للارتداء يتم مراقبة البيانات الحيوية لكليهما، ولن تعتمد الرعاية قبل مرحلة الولادة على الحظ في حالة الطوارئ، بجانب ذلك، قد نوقش تطور أثار الجدل قليلاً، وهو التلاعب الجيني للأطفال حتى لا يعانون من أية أمراض في المستقبل!
3- الطب الرياضي
يعد تخصص الطب الرياضي من أوائل تخصصات الطب البشري التي ترتبط بالتكنولوجيا من خلال تطبيقات الهواتف الذكية وذلك لمراقبة أداء هؤلاء الأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية بشكل منتظم.
اليوم، تطورت هذه التطبيقات إلى أجهزة تهدف فقط إلى تقييم أداء الأشخاص الذين يمارسون الرياضة، ومن المُقدر تقريباً أنه سيتم استخدامها من قبل الجميع، بهذه الطريقة سيكون من الممكن مراقبة وتتبع بعض البيانات الحيوية، مثل مراقبة معدل ضربات القلب، ورؤيتها مباشرةً على شاشة الحاسوب أو الجهاز اللوحي الخاص بالطبيب.
4- طب العيون
طب العيون هو التخصص الذي يعيش فيه الكثير من الأحلام التكنولوجية كما ظهر في أفلام الخيال العلمي، كونه واحداً من التخصصات الواعدة في طب المستقبل.
يمكن لعمليات زرع الشبكية إعادة النظر لهؤلاء الذين فقدوا حاسة البصر، وهناك أيضاً العدسات اللاصقة الرقمية (Digital contact lenses) والتي سوف تُحدث ثورة في الإبصار والرؤية ، بالإضافة إلى ذلك، مساعدة المرضى في علاج الداء السكري، وذلك بفضل هذه النوعية من العدسات اللاصقة حيث تحتوي على مستشعر لاسلكي أصغر من الشعيرة، والذي بدوره سيقوم بقياس مستويات الجلوكوز في الدم لدى المريض في الوقت الفعلي.
5- الأشعة
ستكون أجهزة الحاسوب المعرفية المزودة بأنظمة الذكاء الاصطناعي الدلالي قادرة على مسح العديد من الصور والعثور على نمط من الورم الخبيث، والذي من الممكن أن يحل محل عمل أخصائي الاشعة، ومع ذلك، فإن هذا التقدم التكنولوجي لن يُنهي هذه المهنة، بل سيقوم فقط بتسهيلها وجعلها أكثر فعالية، حيث سيقوم بإعفاء أخصائي الأشعة من قضاء عدة ساعات في تحليل الصور.
حينما نتحدث عن طب المستقبل، ستنتهي بعض التخصصات الطبية بمرور الوقت، ولكن في نفس الوقت ستظهر تخصصات أخرى أكثر فعالية.
- المصدر: 1
- ترجمة: شروق عبد الله خليل
- مراجعة وتدقيق: فريق محاضرات وكورسات