لطالما كنت أتسائل عن الشغف الشديد الذي قد يدفع الكثير من الناس لمتابعة مبارايات كرة القدم بشكل متواصل حتى على حساب أوقات العمل أو الدراسة ولكن دون إيجاد إجابة واضحة لهذا الأمر!
أي انتصار سوف أحظى بيه حينما يفوز فريق ما بببطولة رياضية ويحصل لاعبيه على ملايين الدولارات يشترون بها سيارات فارهة ويسافرون بها إلى جزر المالديف لقضاء العطلة! بينما أنا أتخبط في الحياة يميناً ويساراً لا أعرف طريقي!
ناهيك بالطبع عن المغالاة في المتابعة والاهتمام! فقد لا يكتفي البعض بمتابعة فريقه المُفضل فحسب إنما مُتابعة الفريق المنُافس لفريقه، بالإضافة لُمتابعة الفرق الأعلى والأقل منه نقاطاً ويظل الإنسان في حلقة مُفرغة تسرق وقته وحياته ببطء دون أن يُدرك هذا الأمر إلا بعد فوات الآوان!
يتمرن لاعبو كرة القدم باستمرار ودائماً ما يحافظون على لياقتهم البدنية من أجل الارتقاء بمستواهم وأدائهم الرياضي وكذلك حتى يتسنى لهم الوصول إلى أندية وفرق عالمية مما قد يحقق لهم الوصول إلى المزيد من النجاحات والبطولات
قِس الأمر على نفسك! ماذا لو قرأت كل شهر كتاب جديد، أو تعلمت كل يوم خمسة مصطلحات جديدة في لغة أجنبية، أو بدأت في دراسة تخصص أو مجال ما كنت تنوي البدء فيه مِن قبل؛ المهم أن تتمرن مثل لاعبي الكرة بالضبط بل أيضاً أن تضع لنفسك أهداف وخطط مستقبلية
ليست القضية يا عزيزي في أن تشاهد تلك المبارايات أو لا تشاهدها ؛ إنما القضية أن تعطي شي ما أكبر من قدره أو أن تُقنع نفسك بأنه ثمّة انتصارات أو نجاحات نحققها بينما نحن في حقيقة الأمر قد نكون جزء من مفردات اللعبة، وقد نُستغل أيضاً من قبل البعض حتى يتسنى لهم جني المزيد من الأموال!
وليس الهدف من كلماتي هذه هو أن أطلب منك اعتزال مُشاهدة كرة القدم تماماً فأنا أشاهدها مثلك في كثير من الأحيان. وقد يصنع مشهد من مباراة كرة قدم ما لا تستطيع مئات المحاضرات التحفيزية أن تصنعه؛ ولكن ما أردت أن أقوله هو ألا تُصب كل وقتك وتركيزك في متابعة ورصد نجاحات الآخرين بينما أنت واقف في مكانك! يمر عليك اليوم تلو الآخر دون أن تحقق إنجازاً واحداً في الحياة!