المرضى قصيري القامة أقل فرصة للنجاة في العناية المركزة!

لو كنت مريضاً وقصير القامة واضطررت إلى دخول العناية المركزة، فهناك احتمالية كبيرة أن تلقى حتفك هناك! ففي دراسة شملت أكثر من 400,000 مريض بريطاني في 210 عناية مركزة في مستشفيات مختلفة، وُجد أن المرضى طويلي القامة لديهم معدلات حياة أعلى من المرضي قصيري القامة !
  


حيث وُجد أن واحد من كل خمسة رجال من المرضى طويلي القامة توافيهم المنية في العناية المركزة، في حين أن ثلاثة من كل خمسة من المرضى قصيري القامة توافيهم المنية هناك وذلك بنسبة 29.2% أي بمعدلات وفاة أعلى من المرضي طويلي القامة، في حين أن معدلات الوفاة بين السيدات المرضى قصيرات القامة ترتفع من 17.1% إلى 24.1% كلما كانت أصغر في العمر.

حيث ألقى الباحثون نظرة على معدل الوفيات بين المرضي حسب أطوالهم من عام 2009 إلى عام 2015 فكانت النتائج كالتالي والتي نشرت في دورية (Intensive Care Medicine) بأن الرجال المرضى الذين يبلغ طولهم حوالي 200 سم لديهم معدلات وفاة بنسبة 21% وأن هذه النسبة ترتفع إلى 29.2% في الرجال قصيري القامة الذين يبلغ طولهم 140 سم؛ أما عن النساء اللاتي لديهن نفس الطول (140 سم) فتتراوح معدلات الوفيات بينهن من 17.1% إلى 24.1%.

إن احتمالات وفاة الرجال ذوي الطول المتوسط يزيد قليلاً عن 22%، لكن خطر الوفاة يزداد حتى نسبة 30% بالنسبة لقصيري القامة!

ويعلل الخبراء ذلك بأن أجهزة العناية المركزة قد تم إعدادها بحسب حجم وطول المريض ذو الطول المتوسط؛ فقد أكدت بعض الأبحاث أن أنبوب التنفس (Intubation) من الممكن أن يؤدي إلى تلف الأحبال الصوتية في المرضى قصيري القامة وذلك بسبب تصميمها في الحجم الخاطئ بالنسبة لهم!

بالإضافة إلى أن الأفراد قصيري القامة يحصلون على جرعات زائدة من الدواء لا يحتاجونها من غير قصد؛ لأن جرعات العلاج في الأدوية محسوبة حسب الحجم المتوسط للمريض، مثل المسكنات التي تؤدي إلى النعاس ولكن قد تصلهم جرعات زائدة منها فتسبب لهم في نهاية المطاف توقف التنفس!

وقد ذكرت د. هانا ونش (Hannah Wunsch) التي قادت هذه الدراسات على مدي 210 عناية مُركّزة في المملكة المتحدة “لا يوجد شيء واحد يُمكن أن يفسر هذه الزيادة في معدلات الوفيات في الأشخاص قصيري القامة المقبولين في العناية المركزة، ولكن بالتأكيد هناك العديد من الجوانب التي يجب أن تؤخذ في الإعتبار خاصة في الكيفية التي يتم بها الإعتناء بهم؛ فعادة عندما تجتمع الأشياء الصغيرة معاً من الممكن أن تحدث تأثيراً كبيراً.”

وقد أضاف باحث من قسم العناية المركزة في مشفى صني بروك (Sunnybrook) في كندا “أن الرسالة من هذا البحث هو أنه يجب على الأطباء أن يكونوا أكثر دراية ووعياً بطول المريض، فعلى الرغم من أن العناية المركزة تحتوي على نسب ضئيلة من ضحايا تصادم السيارات، إلا أن معظم المرضى تحدث لهم مضاعفات طبية مثل الأزمات القلبية أو تلوث الدم وتسممه.”

ومن الأسباب الأخرى أيضاً التي قد توضح سبب ارتفاع معدل وفيات المرضى قصيري القامة هو أنهم قد يكونوا من ذوي التاريخ الطبي، مثلاً أنهم كانوا يعانون من السرطان في طفولتهم، وأن العلاج الكيماوي قد تسبب في صغر أحجامهم وجعلهم أقل طولاً، وعلى الرغم من ذلك أيضاً معدل الوفيات أعلى في المرضى قصيري القامة مع الأخذ في الإعتبار سنهم ودرجة شدة المرض لديهم.

فضلاً عن أن استخدام الوريد الرئيسي (Central vein) في العناية المركزة لتوصيل جرعات الدواء لوريد المريض من الممكن أن يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب لديهم بسبب طوله الغير ملائم لحجم قصيري القامة وفي حالات نادرة قد يؤدي للوفاة !

هذا غير أن جهاز التنفس الصناعي (Mechanical ventilator) قد يؤدي إلى تلف الرئتين لديهم لأنهم يحصلون على جرعات تنفس أعلى مما يحتاجون.

وأخيراً اختتمت د. هانا “نحن نعلم أن الأطباء لا يأخذون في اعتبارهم طول المريض؛ ولكن يجب أن تكون إعدادات أجهزة العناية المركزة مهيأة لأخذ طول المريض في الاعتبار، فهذه الفروق الصغيرة تخبرنا لماذا يتمتع الأشخاص طويلي القامة بمعدلات حياة أعلى!”

  • المصادر: 1 – 
  • مراجعة وتدقيق علمي: Areej Abu Haniah
  • مراجعة نهائية: Osama Mustafa

ماذا عن Aya Ma'moun

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *