مقدمة مختصرة جداً عن علم النفس الاجتماعي

ما هو التفكير الاجتماعى؟ هو كيف نفكر تجاه البشر فنتوقع أفعالهم ثم نبدأ باصدار الأحكام؛ وعناصره هي: المعرفة، رد الفعل، المشاعر، والأفكار (تحدث أول مرحلتين تلقائياً). يُعرف علم النفس الاجتماعي من وجهة نظر “جوردن البرت” بأنه الدراسة العلمية لكيفية تأثر أفكار ومشاعر الأفراد بأشخاص حقيقيين أو خياليين.
  

  
دراسة علمية: أُسست على أفكار فردية يظن فيها أن علماء هذا العلم يتفلسفون عند تفسيره! حيث أن تفسيرهم هوية أفكار الأشخاص ودوافعم الأساسية مبني على الملاحظة والتخمين، ولكن علم النفس الاجتماعي هو علم نطبق فيه طرق صارمة واحصائية حتى نصل لفكرة يُعتمد عليها كأساس.

  • الأفراد: دراسة أفكار الأشخاص وتأثير الموقف الاجتماعى المحيط.
  • المعرفة، رد الفعل، والأفكار: كيف نتاثر بأشخاص آخرين (حقيقي/خيالى/ متوفى)؛ وكيف يغير هذا منا مع مرور الوقت؟

*مجرد معرفتك أن رئيسك في العمل يدفعك للعمل أكثر وبتوتر وإن لم يكن يقف أمامك، فقد انتقلت من مرحلة المعرفة لرد الفعل (تلقائياً).
  

(1) الجدولة العقلية (scheme)

هو رسم منطقي وبسيط يفعله عقلك من أجل فهم خطوات الآخرين والتنبؤ بما قد يحدث بناء على ما لديك من معلومات صحيحة أو خاطئة.

فكر في أى فصل سنوى كالخريف .. ماذا ترى في خيالك؟

سترى أنك جمعت مجموعة من الصفات تدل على معنى الخريف لك في مجموعة واحدة، فنفهم أن عقلك ربط المعلومات المتشابهة ووضعها في ملف.

فقد ترى شخص معين وتشعر بالحب أو الكره بناء على ما وضعته في ملف يطابق ما أظهره الشخص (أي أننا لا نخترع روابط لم نمر بها لأننا لم ندركها بعد) فنختار الجدولة المناسبة للحالة أو الشخص أو الموقف الذى نواجهه على حسب الأقرب/المنطقي أكثر. يساعدنا هذا في تجنب الكثير من المواقف السيئة كعدم ركوب التاكسي متاخراً مع سائق يبدو عليه الريبة.
  

(2) لماذا قد تراودنا بعض الافكار أكتر من مثيلاتها؟

لانها الأكثر تكراراً أمامنا إذاً فهى الأكثر منطقية، ولكن قد تقود أحياناً لإجابات مضللة. فإذا سالتك هل يموت أناس أكثر من سرطان المعدة أم القتل؟! ستكون إجابتك القتل لأن الإعلام ينشره أكثر .ستكون إجابتك منطقية لك لأن هذا ما يراه عقلك أكثر ولكنها غير صحيحة!

إسناد الأفعال ومنطقيته: لماذا نعزى فشلنا بسبب البيئة وفشل الاخرين بسبب شخصياتهم ؟

حتى نحافظ على ثقتنا أمام أنفسنا، أما الآخرون فلا نحتاج أن نبرر لهم فنسند فشلهم إلى شخصيتهم وليس للبيئة المُحيطة. فيسند الشخص مبرره خارجياً أي على البيئة في حالة الفشل وداخلياً في حالة نجاحه.

إسناد الأفعال:

  • داخلى (بسبب شخصيتك)
  • خارجى (بسبب المحيطين والبيئة)

يميل الناس بوجه عام أكثر الي إسناد الأفعال داخلياً (بسبب شخصيتك) في النجاح لو لمصلحتك، وخارجياً (بسبب البيئة) في الفشل لو لغير مصلحتك. أي أنه لو فشل شخص في امتحان، أول ما يصل به تفكيرك .. لأنه فاشل! لأن الشخص ليس أنت أما لو لشخصك فتعزى فشلك بسبب خارجى (البيئة والظروف) وليس لعيب بك. يتعمد الناس تجاهل الظروف المحيطة في تفسير أفعال المحيطين لأنه أسهل ويُرجعون سبب أفعالهم لشخصيتهم فقط.

*يعرض اختبار صغير عن امرأة تتحدث مع رجل غريب في فيديو صامت وكان السؤال الأساسي: حدد مستوى قلق المرأة بعد تفسير الآتى..

ما هو موضوع الحديث بين الرجل والمرأة؟

كان هناك تفسيرين اجمع عليهم المختبرين وهما (السفر/الجنس) وأنها قلقة بسبب شخصيتها وليس موضوع المحادثة الذى لو كان فعلاً (الجنس) فهو موضوع مربك للحديث عنه أمام الشاشة. *ما حدث هنا أنهم فسروا تفسير داخلى ولم يراعوا موضوع المحادثة وأنهم وصلوا لأول مرحلتين فقط (أي التفسير والحكم) ولم يصلوا للمرحلة الأخيرة التى تحتاج تفكير وذهن متفتح للمشكلة (تقييم خارجى للبيئة).

*وأعزى تفسير العلماء  لأنهم مشتتين ولم يدركوا الموقف بالبيئة لأن العرض صامت فلو أتُيحت لهم الفرصة في معرفة أن عرض الفيلم هو “إثارة القلق” لأعزى السبب للعرض وليس للشخصية.
  

(3) الاستدلال

المنطقة التى في مقدمة المخ هى منطقة غير شعورية تقدم للعقل أفكار تجعلها مُقنعة عن غيرها أو مستساغة. فمن الأفضل استغلال نظام التلميحات وفهمه جيداً بحيث إذا قولت لك: وردة .. حديقة .. شجرة .. ماذا قد تتوقع التالى؟

سيخبرك عقلك بأى شئ له علاقة بالزراعة كما سيؤثر هذا على حالتك النفسية (فسواء هذا صحيح أو خاطئ فبناء عقلك للمعلومات منطقي له).

تجربة علمية

طبق العلماء تجربة صغيرة بطرح عدد من الكلمات تدل على الشيخوخة وكلمات أخرى تدل على النشاط، وتم وضعهم بطريقة مختلطة فما كان من الشباب في بداية العشرينات إلا ملاحظة كلمات النشاط على عكس من هم أكبر سناً فقد لاحظوا كلمات العجز؛ كما أن ظهور تلك الكلمات أمامهم عمل على استدعاء الكسل والعجز أكثر فما كان منهم إلا أن خرجوا بسرعة أقل عن دخولهم، على عكس الشباب .

*كان تفسير المختصين أن الفكرة التى يتبناها عقلك هى الفكرة التى يراها فى كل مكان ويعمل على نمطها (يستدعى على أساسها الأفكار والمشاعر).

إلى هنا تنتهي رحلتنا مع مبادئ علم النفس الاجتماعي.

  • المصادر: المُقال عبارة عن ملخص لكورس على منصة يوديمي بعنوان (تعلم أساسيات علم النفس الاجتماعي)   “Learn Social Psychology Fundamentals”
  • رابط الكورس: 1
  • كتابة وإعداد: Menna Haikal
  • مراجعة وتدقيق: Osama Mustafa

ماذا عن Osama

أعشق التدوين!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *