في أبحاث أجريت على أسماك خليج بسكاي وجدوا أن ذكور الأسماك تحتوي على بويضات مشابهة لتلك التي في أنثى الأسماك وبالتدقيق والتحري وجد العلماء أن السبب يرجع في ذلك لوجود هرمونات أو مواد كيميائية في مياه الأنهار تشبه في تأثيرها لهرمون الإستروجين الأنثوي
وبمزيد من التدقيق وجدوا أن سبب وصول هذه الهرمونات لمياه الأنهار يعود لعدة عوامل منها :
- استخدام السيدات لحبوب منع الحمل فهي تحتوي على مادة الإيثيل استراديول (EE2) وهو هرمون استروجين صناعي ينتقل أثناء عملية الإخراج إلى مياه المصارف ومن ثم تصب في مياه الأنهار.
- أيضاً تحتوي بعض منتجات التجميل و مواد التنظيف الصناعية ومستحضرات التجميل على بعض المواد الكيميائية المشابهة لتأثير هرمون الإستروجين.
- و ليس هذا فحسب بل وأيضا حقن الماشية بمادة (Diethylstillbestrol) وهي مادة تعمل على زيادة وزن الماشية و ذلك لإنتاج المزيد من اللحوم وحقنها أيضا بمادة (Recombinant bovine somatostatin) وهي تعمل على إدرار المزيد من اللبن و بفحص عينات من بول هذه الماشية وجدوا أن نسبة هرموني الإستروجين والبروجسترون (الهرمونات الأنثوية) تتراوح من 150-1400 Mg/Kg ويرجع السبب في ذلك إلى المواد التي حقنت بها ومن ثم تنتقل إلى المصارف ثم لمياه الأنهار.
فكل هذه العوامل تعمل على تركز هذه الهرمونات في مياه الأنهار ومن ثم تبتلعها الأسماك وبفحص ذكور الأسماك وجد العلماء أن نسبة الفيتولوجينين (VTG) عالية في بلازما الدم، فهو عبارة عن بروتين يصنع في كبد الأسماك الأنثوية التي تحتوي على بويضات ويحفز بواسطة هرمون الاستروجين ليساعد في تكوين المح (يشبه صفار البيض و هو مصدر غذاء للجنين)
وهذه الهرمونات لا تؤثر فقط على الوظائف التكاثرية لدى الأسماك وإحداث خلل بها ولكنها أيضا تؤثر علينا نحن البشر وعلى باقي الأحياء المائية.
حيث قام بعض العلماء بإجراء تجارب على تطور ثلاثة أنواع مختلفة من الضفادع لبيان مدى تأثير تلك الهرمونات الصناعية المشابهة للإستروجين في تأثيرها وجدوا نسبة تحول الذكور إلى إلاناث من 15%-100% .
وليس هذا فحسب بل بمزيد من الدراسات وجدوا أن محطات معالجة المياه لا تستطيع معالجة تلك الهرمونات والتخلص منها قبل أن تنتقل إلينا عبر مياه الشرب، فضلاً عن انتقالها إلينا أيضا من خلال لحوم الماشية.
وقد أثبتت الدراسات أن تلك الهرمونات قد تتسبب في نقص عدد الحيوانات المنوية وكفاءتها لدى الرجال وإحداث خلل بالوظائف التكاثرية وخلل في بعض وظائف المناعة والغدد، غير أن بعض العلماء طوروا تقنية للتخلص من هذه المواد ولكنها لم تستخدم بعد في بلادنا العربية و هذه التقنية هي MIP و هي اختصارا ل (synthetic molecular imprinted polymer) حيث أظهرت تلك التقنية انتقاءيه و اختيارية عالية حيث تتحد مع المواد المشابهة للإستروجين والتخلص منها بكفاء عالية.
كتابة وإعداد: Aya Ma’moun
مراجعة: Areej Abu Hanieh