كثير منا يشعر بالألم يسري داخل معدته ولا يعرف ما السبب؟! لكن ليست هذه المشكلة، إنما المشكلة الحقيقية عندما يتناول المريض عقاقير طبية لتسكين الألم فقط ولا يعلم أنه قد يحدث له مضاعفات أو يصاب بالتهابات، ولمعرفة سبب الألم لابد من زيارة الطبيب المختص لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة فقد تكون قرحة ناتجة عن التهابات سببتها عدوى بكتيرية معينة كبكتيريا الهليكوباكتر بايلوري (Helicobacter Pylori) والتي يطلق عليها أيضا إتش بايلوري. في هذا المقال سنتناول شيئًا من المعرفة عن تلك العدوى.
في الحقيقة يمكن أن تنشأ قرحة المعدة نتيجة لتناول عقاقير مضادات الالتهابات اللاستيرودية nonsterodial anti-inflammatory agents التي تشمل الأسبرين وهي تستخدم في علاج آلام المفاصل المزمنة؛ لكن الأدلة تشير إلى أن إتش بايلوري يكاد يكون السبب الوحيد لحالات القرحة التي لا تسببها العقاقير.
ماهي بكتيريا إتش بايلوري أو كما تُعرف بـ “جرثومة المعدة الحلزونية” ؟!
هي بكتيريا تسبب إلتهاب المعدة وقرح الأثنى عشر، وتعد أهم الأسباب الشائعة للإصابة بالقرح الهضمية في أكثر من نصف تعداد العالم،وقد تمتد مع الشخص طوال فترة حياته.
نأتي الآن لسؤال أكثر أهمية ألا وهو: هل هي معدية أم لا؟! وماهي كيفية انتقالها من شخص لأخر إن كانت حقا معدية؟!
الطريقة التي تصيب بها بكتيريا الإتش بايلوري شخصًا بالعدوى غير معروفة بالتحديد، لكنها تبقى معدية حيث تنتقل من الغذاء والماء الملوثين أو من خلال شخص لآخر عبر الملامسة المباشرة للعاب.
ما هي العوامل التي ترتبط بالإصابة بها؟
هناك عوامل ترتبط بالإصابة بها غالبًا ما تكون في مرحلة الطفولة؛ مثل:
1- العيش في أماكن مزدحمة.
2- المياه الملوثة.
3- العيش مع شخص لديه العدوى نفسها.
4- سوء الصرف الصحي.
وكما لكل مرض أعراضه الخاصة به أيضًا عدوى الإتش بايلوري لديها أعراض شائعة مثل:
1- الشعور بالغثيان والقيء
2- التجشؤ
3- انتفاخ البطن
4- الانيميا
5- ألم باستمرارية في البطن
6- برازًا دمويًا أو أسودًا.
ما هي المضاعفات التي تسببها تلك البكتريا؟
- قرح المعدة حيث قد تسبب تلف في بطانة المعدة والأمعاء الدقيقة مما يسمح لحمض المعدة بعمل تقرح مما يترتب عليه التهاب في غشاء المعدة.
- أظهرت بعض الدراسات أنها تعد من العوامل الخطرة للإصابة بسرطان المعدة وذلك وفقًا لإعلان الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، وهي فرع من منظمة الصحة العالمية وذلك في يونيو 1994، عن اعتبار إتش بايلوري مسرطنًا من الطبقة الأولى وهي أخطر طبقة بين المسرطنات. وهناك نوع من سرطان المعدة أقل شيوعًا هو الليمفوما المعدية يبدو أيضًا أنه ينتج بصورة عامة عن إتش بايلوري. وتدل الأبحاث الحديثة على أن العلاج بمضادات الجراثيم بهدف الشفاء من إتش بايلوري قد ينتج عنه تراجع في عدد لا بأس به في مجموعة فرعية من هذا النوع من الأورام، وهو تطور مثير في كل من مجالى الطب الإكلينيكي وبيولوجيا السرطان.
السياسة العلاجية
العلاج بالمضادات الحيوية: في 1994 تم الاتفاق على مقرر علاجي للقرحة بالمضادات الحيوية: أموكسيسيللين أو تتراسيكلين، مترونيدازول (فلاجيل) وسلسلات البيزموت. في ديسمبر1995 ُأقر مقرر علاجي جديد لأربعة أسابيع يتضمن كلاريثومايسين مع أومبيرازول أو رانيتيدين. وأيضًا ُوجد أن علاجًا لمدة أسبوع شديد الفاعلية.
بالنهاية أعزاءي القراء لا تهملوا في صحتكم فهي نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى سنحاسب عليها جميعًا، وإن شعر أحدًا منكم بألم ما أو مرض لا يتداول أي عقاقير طبية من شخص أخر أو من تلقاء نفسه ويذهب إلى الطبيب المختص. رزقكم الله ومتعكم بالصحة والعافية وأسأله الشفاء لجميع المرضى.
المصادر
1- كتاب الأمراض المعدية وعلاجاتها تأليف نخبة من العلماء إعداد وتعريب: د.أيمن توفيق
2- https://www.medicinenet.com/script/main/hp.asp