هل العلم والمعرفة وجهان لعملة واحدة؟!

ربما يعتقدُ البعض أن العلم والمعرفة وجهان لعملة واحدة، ولكن الحقيقة أن كلاهما عملة تختلف عن الأخرى في أمور مثل أركانها وتكوينها ولكنها تتفق فى كونهما ذات تولدت من الأخرى.
  

ما هي المعرفة؟

هي مجموعة الحقائق التي يحصل عليها الفرد لتُكوّن لديه بناء معرفي، فتمكنهُ تلك الحقائق من التفاعل مع البيئة. ولهذا فإن المعرفة تنقسم إلى:-

  • معرفة عامة: وهي تضم المعرفة العلمية وغير العلمية والحقائق كذلك.
  • المعرفة الخاصة: وهي تضم عمليات البحث العلمي، الحقائق، والقوانين العلمية.

 

ولقد كان القدماء يحرصون على الوصول إلى المعرفة بعدة طرق، فكانت تلك الطرق تقوم على 4 أعمدة رئيسية وهي:-

1- المحاولة والخطأ: وهي تشبه نظرية التجريب لدينا في البحث العلمي.              

2- الاستنباط: ويقوم على 3 محاور رئيسية :

  • القضية الأساسية
  • القضية الثانوية
  • الاستنتاج

فمثلًا: المعادن تنصهر بالحرارة. فهل ينصهر الحديد؟

  • فالقضية الأساسية هنا هي أن المعادن تنصهر بالحرارة، القضية الثانوية هي أن الحديد معدن، فالاستنتاج هنا أن الحديد ينصهر بالحرارة لأنه معدن.

3- السلطة: وتنقسم السلطة فى العصور القديمة إلى 4 أقسام:

  • سلطة التقاليد
  • سلطة القوانين
  • سلطة العلماء
  • سلطة الخبرة                       

4- الاستقراء: هو المنهج الذي يحاول أن يدرس كافة الحالات ليصل إلى قضية وسياسة الحل.

كانت تلك هي طرق الحصول على المعرفة قديمًا، ولكن كيف نحصل على المعرفة في العصر الحديث؟

تتمثل إجابة هذا السؤال فى عمليات وآليات البحث العلمي. حيث تبدأ بالشعور بالمشكلة كي يتم تحديدها وحصرها، ومن ثم وضع الفرضيات الممكنة لحلها، ثم محاولة استنتاج نتائج هذه الحلول المقترحة كي تصل إلى نقطة واحدة يمكن من خلالها تطبيق الفرضية عمليًا.
  

إذا كانت المعرفةُ كذلك فما هو العلم؟

إن العلم هو مجموعة من المعارف المدعمة بالمدركات الحسية والقوانين العلمية التي تعلل ظواهر وأحداث الطبيعة. لذا فإن العلم يعتبر نوع من أنواع المعرفة المتخصصة، التي ترتبط بكيان متكامل من المعارف العلمية، والتي تكون قاعدتها الأساسية هي الحقائق. ومن هنا نستنتج أن العلم يهدف إلى “الوصف، التفسير، الفهم، التنبؤ، الضبط، والسيطرة”.

ولكن العلم يؤمن بشكل كبير بالافتراضات، لذا فهو يقوم على عدة افتراضات:

1- الافتراض الأول: وحدة الطبيعة :-

وهي أن الطبيعة شُكلت بطريقة منظمة ومرتبة، وأن ما يصدق على حدث معين يمكن أن يصدق على حدث آخر؛ لهذا يمكن للظواهر التي فسرت ما حدث في الماضي أن تعطي تفسيرًا لما يحدث في الحاضر. ويقوم هذا الافتراض على 3 مسلمات:

  • مسلم أنواع الطبيعة: وهو مجموعة بيانات تحت بند واحد كونها تشترك في خصائص واحدة.
  • مسلم الثبات: الظواهر التي لها نفس التفسير في نفس الظروف ولكنها ليست بنفس الزمن، يمكن أن تفسرها نظرية واحدة.
  • مسلم الحتمية: لا يوجد حدث بدون مسببات.

 

2- الافتراض الثاني: العمليات النفسية :-

وتكون خاصة بذات المتعلم ومدى قدرته على إتمام ما بدأ. وتبنى على مسلمات عدة أهمها:-

  • الإدراك والفهم.
  • صحة التركيز والاستيعاب.

وبهذا نصل إلى أن العلم والمعرفة ليسا وجهان لعملة واحدة وإنما العلم هو وليد المعرفة، فكلاهما يكمل الآخر.

محاضرات وكورسات

ماذا عن Samaa Iskander

طالبة بكية الدراسات الاسلامية والعربية - قسم لغة عربية؛ كاتبة قصص قصيرة ومقالات علمية وادبية و شعر عربى، وباحثة تحت التدريب فى مجال الفيزياء والفلك؛ و science communicator فى مكتبة النشئ فى مكتبة الإسكندرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *