قبل التطرق إلى مقدمة عن الإبداع فعلينا أن نعلم جيداً أن الحياة تسير وفق وتيرة سريعة وتطورات فائقة في كافة المجالات فقد صرنا بحاجة ماسّة للتعمق داخل مفهوم الإبداع والابتكار وفهم آلياته بشكل جيد.؛ حيث تُشبه العمليه الإبداعية الكون الذي نعيشه لحد كبير فكل شئ فيه خاضع لقواعد وقوانين، ولا شئ يسير بطريقة عشوائية.
محتويات
مقدمة عن الإبداع
لقد خاض كثير من الباحثون رحلة التنقيب عن خفايا الفكر الإبداعي لذا سنبحر معاً فى بعض ما توصل له الباحثون فلعل اسلوباً واحداً تمارسه قد يُفجر بداخلك براكين الإبداع. من خلال هذا المقال سوف نُلقي نظرة سريعة على هذا الموضوع بما يتضمن مقدمة عن الإبداع والابتكار بالإضافة للتعرف على قواعده ومعوقاته.
ما هو الإبداع ؟
عملية منظمة ذات قوانين ومنهجية مُحكمة، له آليات وقاتلات؛ فالعقل الفطن يقوم بتطوير مهاراته مستعيناً بهذه الآليات متجنباً كل المعوقات التى قد تقف فى طريقه.
صفات الشخص المبدع
إن للشخص المبدع سمات تميزه عن غيره قد تتوفر فيه بعضها أو كلها وهى كالآتي:
- يثق بقدراته فلا يتبع الأساليب الروتينية ولا يستسلم بسهولة
- متأمل ومُفكر فلا يضطرب أمام المشكلات، يميل دوماً إلى إيجاد أكثر من حل للمشكلة
- قادر على تحمل المسئولية ويبذل قصارى جهده فى العمل
- دائم التساؤل واسع الافق، ودوماً ما يكون متعدد الميول والإهتمامات
- لا يتعصب لرأى معين ولكنه لا يتكيف بسهولة فهو لا يساير الآخرين
- لديه قدرة على التحليل، ويستخدم عادة طرق غير مألوفة فى إنجاز عمله
- تلقى أفكاره استهزاء وتجاهل من البعض، ولكنه مُصّر دائماً على خوض التحدي
- لا يحب التقليد الأعمى، ويقاوم تدخل الآخرين فى شئونه
- لديه استعداد دائم على حل المشكلات مهما كانت معقدة وصعبة في نظر الآخرين
- شجاع وحازم يحب المجازفة، ولا يخشى التجربة.
اقرأ أيضاً: مقدمة مختصرة عن مفهوم النجاح!
قواعد الإبداع
هى القواعد التى تقوم عليها العملية الإبداعية وتوجه المرء إلى الطريق الصحيح وهى كالآتي:
- احصل على أفكار كثيرة ثم احذف السيئة منها، واحرص على أن تكون أفكارك إبداعية وألا تكون سابقة زمنك بسنين ضوئية
- اذا قيل لك أنك مخطئ فتلك خطوة إلى الأمام! واذا سخر منك الآخرون فتلك خطوة أخرى؛ فالأفكار الإبداعية دائماً ما تبدو غير مألوفة فى البداية وتكون محل سخرية
- عندما تسأل سؤالا غبياً ابحث عن إجابة ذكية تكمن خلفه، واذا أردت حل المشكلة عليك أن تنظر لها من أكثر من زاوية
- فى معظم الأحيان تتحول الأفكار الى إبداعات عند النظر إلى الجانب المثير منها! وابحث دوماً فى غير الأماكن المعتادة ثم اربطها بما حولك وانظر نتيجة هذا الربط
- اصنع قوانينك بنفسك ولا تكن عبداً للقوانين الجامدة.
20 طريقة لتكون أكثر إبداعاً
1- اسأل الأسئلة الأكثر جنونًا على الإطلاق، وخاصةً تلك التي تبدأ بـ “ماذا لو؟”، “ماذا يحدث إذا؟”
2- ركّز تفكيرك على كُل فكرة مهما كانت بسيطة وصغيرة، فالعُظماء بدأت أفكارهم من فكرة خطرت بباله فجأة
3- لا تلتفت لأولئك الذين ينصحونك بترك أحلام اليقظة، تلك الأحلام تترك لعقلك المجال للإبداع والتخيل بشكل أوسع، فاستغل كُل فكرة قد تخطر ببالك.
4- “افترض أنني…” العب لعبة الافتراضات، وافترض أنك قمت بهذا الأمر فما هي النتيجة؟ بكل إجابة تُقدمها لنفسك فأنت تبتكر عدة أفكار وتُفلتر الأسوء منها
5- ليس كُل ما سبق معناه أن تقضي حياتك في التفكير، بالعكس تمامًا، توقف قليلًا عن التفكير بدون داعي، غَيّر ما قد اعتدت عليه، وقُم بأعمال مُختلفة، مثل: اللعب، الرسم، الرقص، الغناء، الطبخ، الكتابة، وغيرها من الأمور التي تجعلك تتحرك وتبذل بعض الجهد الجسدي بعيدًا عن الجُهد العقلي والذي في بعض الأحيان قد لا يُغني ولا يُسمن من جوع
6- حاول عند قيامك بعمل شيء ما، مهما كان بسيطًا، ادخل عليه لمسة من الإبداع، ابتكر حتى تخرج عن دائرة الإعتيادية
7- العب ألعاب الذكاء، مثل: السودوكو، والشطرنج
8- حاول تعلم لغة جديدة، فالثقافات الجديدة تفتح عينيك على أفكار جديدة وغير تقليدية
9- حاول استخدام يدك اليُمنى إذا كُنت أعسر، أو العكس
10- أحضر رواية أو كتاب، واقرأ ثلاثة أرباعها فقط، ثُم حاول تخيل النهاية لها من وجهة نظرك
11- حاول تخمين المسافات والمقاسات بدون المسطرة او استخدام أدوات القياس المُتعارف عليها
12- حاول إجراء العمليات الحسابية بدون استخدام الآلة الحاسبة
13- جالس المُبدعين واسمع منهم، وحاول السير على طريقهم وليس عليك اتخاذ نفس الخطوات
14- آمن أن كُل شيء في هذه الحياة مُمكن تحقيقه، مادمت تملك العزيمة والإرادة لذلك.
15- عوّد نفسك على تغيير روتينك، حتى لا تكُن أسيرًا للعادة
16- ما خاب من استشار، وما ضلّ من استخار
17- حاول اغتنام الفرص قدر المُسطاع
18- قلدّ أفضل الموجود ثُم عدّل، والتقليد في حد ذاته لا يُعد إبداعاً إنما مرحلة في العملية الإبداعية
19- لا تتوقف عند إجابة صحيحة واحدة، ابحث عن المزيد من الإجابات
20- إن لم تنجح، لا تتوقف، بل استرح قليلًا، ثم عاود الكرّة من جديد

خطوات الإبداع
أولًا: مرحلة التحضير
جهز فكرك وعقلك للتفكير في الأمر المُبدع، من خلال تجهيز قائمة بعدة كلمات، ثم اربطها بموضوع البحث، كلمات من كل شيء وانظر ما النتيجة التي ستصل إليها.
ثانيًا: مرحلة التحري
عليك توطيد معرفتك بالأمر الذي تُريد تطويره، فتعلم عنه كُل شيء، تدرسهُ بشكلٍ أعمق، ولا تدع صغراتهِ تُسقطك.
ثالثًا: مرحلة التحول
والآن نريد تحويل الخيال إلى واقع، والأهم أن ننظر للواقع المألوف بطريقة غير مألوفة.
رابعًا: مرحلة الاحتضان
يرى العلماء ضرورية منح العقل الباطن فرصة للربط بين كل تلك المعلومات، لعله يصل لنتيجة ما لا يقدر عليها العقل المنطقي.
خامسًا: مرحلة التنوير
الآن، استعرض كل ما جمعت في المراحل السابقة، ثم بتأني ابدأ بتصميم ابداعك الجديد، مستفيدًا من كل ما سبق، مستعينًا بما يخطر في بالك كُلما استعرضت أمرًا غير مألوف.
سادسًا: مرحلة التقويم
والآن بعدما صممت ابداعك الجديد، ابدأ في تقويمه، انظر له بعين الناقد، أين الخلل به؟ مدى محاسنه بالنسبة لمساوءه؟ طريقة تقويمه بشكل كامل، لتقليل مخاطره، ومشكلاته.
سابعًا: مرحلة التنفيذ
بعدما قوّمت عملك الإبداعي، أنت الآن بحاجة لتنفيذه ليتحول من مجرد فكرة لعمل ملموس، خذ الخطوة، ضع خطة مناسبة، اطرح الفكرة أمام معاونيك، أخبرهم بمدى المحاسن وتوابعها، وكيف يُمكن تجنب المخاطر وعواقبها، أمن بعملك وفكرتك، ليؤمن بها الجميع.
قاتلات الأفكار ومعوقات الإبداع
لتحقيق أي تقدم فى هذا العالم فثمة عوائق تقف فى طريقه! حتى الإبداع لذا عليك الحرص منها وتجاهلها قدر الامكان وهي:
- الشعور بالنقص والإيحاءات السلبية مثل (أنا ضعيف، أنا فاشل، لا أملك الموهبة .. إلخ)
- الخوف من الاستهزاء والنقد مما يؤدى الى ضعف الهمة والرضى بالدون
- الخوف من الفشل رغم أن معظمنا يعرف القصة الشهيرة لتوماس أديسون كي يصل إلى مصباحه الكهربى
- غياب التشجيع والحوافز السلبية التى تقتل روح الإبداع لدى الأطفال في الصغر
- من قاتلات الافكار أيضاً الاستماع إلى عبارات مثل (قمنا بتجربة هذه الفكرة من قبل، هذا ليس تخصصك، مستحيل، صحيح ولكن، فكرة غبية، فكرة جنونية، الوضع جيد هكذا …. إلخ)
وإلى هنا تنتهي جولتنا في مقدمة عن الإبداع وسوف نتحدث فى مقال آخر عن النصائح التي يحتاج إليها كل مُبدع في مجاله
- إعداد وكتابة: SaMaa IskaNder
- مُراجعة وتدقيق: Osama Mustafa
- آخر تحديث: 1 مايو 2019
المصادر
- ألة الإبداع، طارق السويدان.
- صناعة الإبداع، د.علي حمادي